أمين عام جمعية علماء الهند: نشجع أبناءنا على تعلم العلوم الشرعية والعصرية معا للإسهام في نهضة المسلمين
**الإساءات للإسلام إما عن جهل بحقيقة وسماحة وإنسانية الإسلام أو عن خبث وعداوة
** المسلمون متفقون على وحدتهم وحريصون على التعايش السلمي مع أتباع سائر الأديان المختلفة
** مسلمو يعيشون في ظل حرية كاملة من حيث ممارسة الشعائر وبناء المساجد والمدارس والجامعات والجمعيات الإسلامية
يشكل المسلمون في الهند وفق أحدث إحصاء حوالي 15 % من إجمالي عدد السكان، بواقع 250 مليون مسلم، ورغم أن هذا العدد الكبير يمثل الأقلية المسلمة في الهند إلا أنه في الوقت نفسه يعد التجمع المسلم الأكبر في العالم.
ويعد الشيخ أبو بكر بن أحمد بن عبدالرحمن من أبرز الشخصيات المسلمة في الهند، يعمل أمينا عاما لجمعية علماء أهل السنة لعموم الهند ورئيسا لجمعية مركز الثقافة السنية في كيرالا، وأمينا عاما لهيئة التربية والتعليم في المدارس الإسلامية، صاحب سجل حافل بالأعمال الخيرية في ربوع الهند، والسعي الدؤوب لحل القضايا الاجتماعية والسياسية والثقافية التي يواجهها مسلمو بلاده، وله دور حيوي في مجالات التربية والتعليم العالي وكفالة الطلبة الفقراء رعاية الأيتام.
ومن هنا تأتي أهمية هذا الحوار مع الشيخ أبو بكر لإلقاء الضوء على أوضاع المسلمين في الهند، وجهوده الخيرية والتعليمية، وفيما يلي التفاصيل:
المسلمون والتنوع الثقافي
**الهند تضم تنوعا في الثقافات والأديان، في ضوء هذا التنوع هل يحصل المسلمون على حقوقهم وما مساحات الحرية المتاحة لهم؟
**المسلمون في الهند - بفضل الله- يعيشون في ظل حرية كاملة من حيث ممارسة الشعائر وبناء المساجد والمدارس والجامعات والجمعيات الإسلامية، ويتمتع المسلمون بحقوق متساوية مع إخوانهم من المواطنين الهنود من كل الأديان والأعراق، طبقاً للدستور الهندي الذي يحترم الحرية الدينية لجميع الطوائف، ويحفظ لأتباع كل دين حقهم في الاعتقاد، وليس هناك إكراه في الهند لأحد على اعتناق دين آخر، كما يتمتع المسلمون بكل الحقوق السياسية، وقد وصل عدد من المسلمين إلى مراكز متقدمة في الدولة.
ويبلغ عدد المسلمين في الهند 15% بواقع 250 مليون مسلم، وهذا أكبر تجمع للمسلمين في العالم، لكن هذه النسبة تعد قليلة بالمقارنة بعدد السكان بصفة عامة، ونعيش مع سائر الأديان تعايشا سلميا بلا إرهاب ولا تطرف، وللأسف بعض الناس يتهم المسلمين بالإرهاب والتشدد، وهذا الاتهام يحول دون تبرع البعض للمشاريع الخيرية، وهذا اتهام غير صحيح، لأننا ضد الإرهاب والتطرف.
وهذه الإساءات تصدر غالباً إما عن جهل بحقيقة وسماحة وإنسانية الإسلام الذي هو رحمة لكل العالمين، أو عن خبث وعداوة للإسلام والمسلمين.
الجامعات والمراكز الإسلامية
** التعليم من القضايا التي تحتل أولوية في اهتماماتكم، الى اى مدى قطعتم شوطا متقدما على هذا المسار، وما أشهر الجامعات الإسلامية في الهند؟
**لاشك أن إنشاء الجامعات الإسلامية والمراكز الدينية المنتشرة في أرجاء الهند هو أثر من آثار الحرية الدينية والحقوق المتساوية الممنوحة للمواطنين كافة، وجامعة مركز الثقافة السنية الإسلامية التي أنشئت عام 1987 تعد من أبرز الجامعات الإسلامية الهندية ومقرها مدينة ''كالكوت'' في ولاية ''كيرالا''، وتضم 12 آلاف طالب وطالبة في المقر الرئيس وحده، وبها كليات للبنات وكليات للبنين مثل أصول الدين والشريعة واللغة العربية واللغة الإنجليزية والدعوة الإسلامية والتقنية والآداب والفنون واللغة الأردية، وقد خرجت الجامعة بحمد الله 62 دفعة ،واشتملت هذه الدفعات على 52 ألف خريج في مختلف المجالات الدينية والحياتية العلمية والعملية ويعملون في وظائف الدعوة والتدريس ومجالات الحياة الأخرى.
وقد اعتدنا أن نعقد مؤتمرا إسلاميا كبيرا لتوزيع الشهادات على خريجي جامعة مركز الثقافة السنية، ودعوة كبار الشخصيات الإسلامية في العالم لحضور حفل توزيع الشهادات على الخريجين.
ومن أشهر الجامعات، الجامعة الأشرفية في ''مبارك بور'' والجامعة التعليمية في ''دلهي''، والجامعة اللطيفية في ''مدراس''، والجامعة العثمانية في ''حيدر آباد'' والجامعة السعدية في ''كاسركود''.
جمعية علماء أهل السنة
** وماذا عن جمعية علماء أهل السنة، وعدد أعضائها، والأدوار التي تقوم بها دعويا وتربويا وثقافيا وإنسانيا؟
** "علماء أهل السنة والجماعة" جمعية تضم 7 آلاف عضو، ويبلغ أعضاء مجلس الإدارة 40 عضوا، يجري اختيارهم بالانتخاب، وأتقلد منصب الأمين العام بالانتخاب منذ 15 عاما، وجميع الأعضاء يحملون فكرا واحدا فيما يتعلق بالعقيدة الإسلامية، لكن مذاهبنا الفقهية مختلفة، فهناك الحنفية والشافعية والمالكية والحنبلية، ولا يوجد أي تعصب بين أعضاء الجمعية.
وتحت إشراف هذه الجمعية يدرس 12 ألف طالب، منهم 6 آلاف مقيم، ومثلهم يأتون صباحا ويروحون مساء، وهذه الستة آلاف طالب يتناولون الغداء والعشاء، والسكن مجانا، وتبلغ مصروفاتهم 350 ألف روبية يوميا.
وللجمعية أنشطة كثيرة، فهي تدرس العلوم الدينية والتكنولوجية مما نحتاج إليه في العصر الحديث، وتشرف على كثير من الجامعات والكليات، وهيئة التربية والتعليم، والمدارس الإسلامية، والعديد من المصانع المعنية بتعليم الحرف والصناعة.
ومواردنا من تبرعات اللجان الخيرية والأشخاص في داخل الهند وخارجها، وقد بدأنا منذ 15 سنة في إنشاء المركز التجاري والمصانع والأوقاف داخل الهند والحمد لله بلادنا تشهد نهضة قوية.
والعمل الخيري من الأعمال النافعة والداعمة لمشاريعنا وبرامجنا التعليمية والدعوية، ومستمرون في نشاطنا الإنساني على نهج السلف الصالح والمتقدمين، وبعض المسلمين تركوا العلوم الشرعية، وانصرفوا إلى العصرية فقط، ونحن نشجع على الجمع بين الاثنين للإسهام في نهضة المسلمين وتقدمهم، ولاشك أن احتياجات الناس كثيرة، والجمعيات متعددة، ونشجع الجمعيات نظرا لتعدد لأنشطة والمشاريع.
** كيف يتعايش مسلمو الهند فيما بينهم، والى أي مدى يحرصون على وحدتهم؟
**رغم اختلافاتنا، إلا إن كل المسلمين متفقون على وحدتهم، وهناك حرص شديد على التعايش السلمي مع النصارى والهندوس وسائر الأديان المختلفة، ومن منهجنا عدم التدخل في السياسة، لأنها تؤدي إلى اختلافات كثيرة، ونحن نسعى إلى التعايش السلمي وفق القوانين، وإذا دخلنا في السياسة، اختلف المسلمون، وتحزبوا، وإذا لم نتدخل،توحدنا، وتجمعنا حول همومنا وقضايانا.
وفقنا الله لصالح القول والعمل، وفي الختام لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل للدكتور/ابو بكر احمد لما تفضل به علينا من علمه الوفير راجين المولى تبارك وتعالى له دوام الصحة والعافية، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.